نعوم تشومسكي أبرز فلاسفة العصر الحديث
|
نعوم تشومسكي |
يُعتبر أفرام نعوم تشومسكي من أبرز الفلاسفة والمثقفين في العصر الحديث، كما أنّه يعدّ أحد مؤسسي مجال العلوم المعرفية، حيث وصف سياساته الخاصة بشكلٍ واسعٍ على أنّها فوضوية وراقية واشتراكية تحررية.
كان منتقدًا غير معتذر للسياسة الخارجية الأمريكية من العقود القليلة الماضية وصعد نعوم تشومسكي ليصبح عالمًا لغويًا معترفًا به دوليًا، كما قام بتوجيه العديد من الطلاب الذين أصبحوا متخصصين لغويين بارزين في حقولهم الخاصة.
نبذة عن نعوم تشومسكي
هو ابن أحد الباحثين اليهود، ونشَأ في بيئةٍ محفِّزةٍ فكريًّا، ودرس الفلسفة والمنطق واللغات في جامعة بنسلفانيا، حيث طور اهتمامًا شديدًا بالفلسفة تحت وصاية معلمه نيلسون غودمان.
بعد الانتهاء من دراسته التحق بكلية ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT). في البداية ركّز على التدريس والكتابة، ثم أصبح نشطًا في وقتٍ لاحق كمنظّرٍ سياسي.
أيضًا، أصبح منخرطًا بشكلٍ متزايدٍ في النشاط اليساري، وشارك في الاحتجاجات المناهضة للحرب، ما أدّى إلى إلقاء القبض عليه في مناسباتٍ عديدةٍ. رغم ذلك لم يعق عصيانه المدني مسيرته الأكاديمية بأيّ شكلٍ من الأشكال، وصعد نعوم تشومسكي ليصبح عالمًا لغويًا معترفًا به دوليًا، كما قام بتوجيه العديد من الطلاب الذين أصبحوا متخصصين لغويين بارزين في حقولهم الخاصة.
بدايات نعوم تشومسكي
وُلد أفرام نعوم تشومسكي في 7 كانون الأول/ديسمبر 1928، في فيلادلفيا، بنسلفانيا. أبواه ويليام "زيف" تشومسكي وزوجته إلسي سيمونوفسكي. كان والده يهوديًا أشكنازيًّا أصله من أوكرانيا هاجر إلى الولايات المتحدة في عام 1910. كلا والديه عملا في التعليم، فوالده عالمٌ في اللغة العبرية ووالدته مدرسة.
ترعرع نعوم جنبًا إلى جنب مع شقيقه الأصغر ديفيد في بيئةٍ محفِّزةٍ فكريًّا. دعم العديد من أفراد عائلته الكبيرة السياسة اليسارية، وتعرض وهو صغير لأفكار الاشتراكية والفوضوية والستالينية التي ساعدت على تطوير ميوله السياسيّة الخاصة.
التحق بالمدرسة الثانوية المركزية وأثبت أنّه طالبٌ استثنائي. لم يكن أداءه جيدًا في الدراسات الأكاديمية فحسب، بل شارك أيضًا في الأنشطة المصاحبة للمناهج الدراسية. ومع ذلك، لم يعجبه الأسلوب الصارم للتعليم المستخدم هناك.
في عام 1945، التحق بجامعة بنسلفانيا حيث درس الفلسفة والمنطق واللّغات. خلال سنوات دراسته الجامعية، التقى باللغوي المولود في روسيا زيلينج هاريس الذي ألهب في شباب نعوم اهتمامًا بالغًا باللسانيات النظرية. كما تطور اهتمام تشومسكي بالفلسفة بفضل وصاية نيلسون غودمان. حصل تشومسكي على درجة الماجستير في عام 1951.
إنجازات نعوم تشومسك
انتقل تشومسكي إلى جامعة هارفارد في عام 1951 للعمل على رسالة الدكتوراه. نشر مقالته الأكاديمية الأولى "نظم التحليل النحوي" في مجلة "المنطق الرمزي" في عام 1952.
وقد أثر الفيلسوف كواين الذي كان مقره في جامعة هارفارد في ذلك الوقت بقوة على تشومسكي. قدم نعوم تشومسكي رسالة الدكتوراه في التحليل التحويلي في جامعة بنسلفانيا وحصل على درجة الدكتوراه في اللغويات عام 1955، عُيِّن نعوم تشومسكي أستاذًا مساعدًا في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في عام 1955 حيث طُلب منه قضاء وقتٍ طويل في مشروع الترجمة الآلية إلى جانب واجباته التدريسية كان عمله محلّ تقديرٍ كبير، وفي غضون عامين ترقّى إلى منصب أستاذٍ مشارك.
كما شغل منصب أستاذٍ زائر في جامعة كولومبيا في 1957-1958. وفي عام 1957، نشر كتابه الأول "الهياكل النحوية" استنادًا إلى سلسلةٍ من المحاضرات التي قدّمها لطلابه في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا .قدّم كتابه العديد من الأفكار الجديدة التي أثارت إعجاب كبير أعضاء هيئة التدريس في الجامعة، وبالتالي طلب من تشومسكي وزميله موريس هالي إنشاء برنامجٍ جديد للتخرج من دراسة علم اللغة.
وقد أثبت البرنامج نجاحًا كبيرًا وجذب العديد من الطلاب البارزين مثل روبرت ليس وجيري فودور وجيرولد كاتز الذين أصبحوا في نهاية الأمر من اللغويين المشهورين في حقولهم الخاصة .أصبح تشومسكي أستاذًا في قسم اللغات واللغويات الحديثة في عام 1961. وبحلول ذلك الوقت، جعل من نفسه أستاذًا لغويًّا شهيرًا، ممّا أدّى إلى تعيينه كمتحدثٍ في المؤتمر الدولي التاسع للغويين الذي عُقد عام 1962 في كامبردج، ماساتشوستس.
عزز ذلك سمعته الدوليةمع مسيرته التدريسية استمر في نشر العديد من الأعمال المؤثرة مثل "جوانب نظرية البناء" عام 1966 و"مواضيع في نظرية القواعد التوليدية" عام 1966 و"اللغويات الديكارتية: فصل في تاريخ الفكر العقلاني" عام 1966 في أواخر الستينيات، بدأ نعوم تشومسكي في الانخراط أكثر في النشاط السياسي. وكان دائمًا يتحدث عن ميوله اليسارية، وفي عام 1967 بدأ التحدث علنيًا ضد السياسة الخارجية للولايات المتحدة.
في عام 1969، نشر كتابه السياسي الأول "القوة الأمريكية والمندرين الجدد" الذي شرح فيه بالتفصيل معارضته لحرب فيتنام. ونشر العديد من الكتب السياسية الأخرى خلال السنوات اللاحقة وهي : "في حرب مع آسيا" عام 1971، و "أولاد البنات" عام1973، و "لأسباب الدولة" عام 1973، و "السلام في الشرق الأوسط"عام 1975.
لم يتوقف عن الكتابة. شارك بنشاطٍ أيضًا في النشاط اليساري. وتعاون مع أشخاصٍ آخرين لهم التفكير ذاته كميشيل غودمان ودينيس ليفيرتوف ووليام سلوان كوفين ودوايت ماكدونالد بهدف تأسيس المقاومة الجماعية المعادية للحرب. بسبب نشاطه أُلقي القبض عليه عدة مرات. لكن لا شيء يمكن أن يردع روحه المتمردة.
مؤلفات نعوم تشومسكي
أهم مؤلفات نعوم تشومسكي: جسّد تشومسكي أفكاره وأبحاثه اللغوية والسياسية في مقالات وكتب نشرها في أزمنة متقاربة عدة، نذكر منها:
- البنى النحوية
- اللغة والمسؤولية
- آفاق جديدة في دراسة اللغة والعقل
- اللغة ومشكلات المعرفة
- الدول الفاشلة
- الدول المارقة
- النظام العالمي القديم والجديد
- سنة 501 الغزو مستمر
- إرهاب القراصنة وإرهاب الأباطرة
- صناعة المستقبل: الاحتلال، التدخلات، الأمبراطورية والمقاومة
- أوهام الشرق الأوسط
- أشياء لن تسمع بها أبدا
- 9 ـ 11 الحادي عشر من أيلول: الإرهاب المضاد
- السيطرة على الإعلام
- ثقافة الإرهاب
- العقل ضد السلطة
- ماذا يريد العم سام؟
- الهيمنة أم البقاء
- طموحات امبريالية
- أشياء لم نسمع بها أبدا