محمد الغزالي، أديب الدعوة

محمد الغزالي

محمد الغزالي أديب الدعوة
محمد الغزالي

لقد شغل (الغزالي) حياته بالدعوة إلى الله على بصيرة.. فأينعتْ رحلته، وأثمرتْ، بلْ وآتتْ أُكلها ضعفيْن! فلمْ يدع –الشيخ- وسيلة إلى الدعوة إلاَّ استخدمها، ولا طريقاً إلاَّ سلكه، فجاهد باللسان وبالقلم..وأمطر الصحف بالمقالات؛ التي مازالت تلهم الدعاة والعلماء بإشراقاتها الإيمانية، كما ألَّف الكتب التي مازال ينهل منها ملايين الباحثين والكتَّاب.

محمد الغزالي: السيرة العملية

وُلد محمد الغزالي عام 1917، في محافظة البحيرة المصرية، في بيئة وجو إسلامي ملتزم، و في كنف والدين مهتمين بعلوم الدين وكتبه، فحفظ محمد القرآن الكريم وهو في العاشرة من عمره.

شغل محمد الغزالي العديد من المناصب منها وكيل وزارة الأوقاف المصرية، وعمل كأستاذ في جامعة أم القرى في مكة المكرمة، وكذلك رئاسة المجلس العلمي لجامعة الأمير عبد القادر الجزائري.


توفي محمد الغزالي عام 1996 في السعودية، حيث كان مقررا أن يشارك في مؤتمر الإسلام وتحديات العصر ضمن فعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة في الجادرية، ودُفن في مقبرة البقيع في المدينة المنورة.

للإمام أكثر من خمسين مؤلفا: منها عقيدة المسلم، وهموم داعية، وفقه السيرة، و مع الله، وغيرها الكثير.

كان (الغزالي) كما وصفه العلاَّمة الكبير الدكتور/ يوسف القرضاوي- بأنه "أديب الدعوة"؛ فكان يحمل روح الرافعي وتألّقه وبراعة المنفلوطي وتدفقه وتأمل العقاد وتعمقه.

فقه الشيخ محمد الغزالي

كان الغزالي يدري معنى الإسلام ورسالته للعالمين .. فكان قلبه يقطر دماً على ما آل إليه الإسلام من سوء فهم وما أُلصِقَ به من شكوك واتهامات في الشرق والغرب، فكان يتألَّم، ويقول: (الإسلام قضية عادلة؛ بيد محامِ فاشل).

ثمَّ ينعى حال الأمَّة، قائلاً: (الويل لأمةٍ يقودها التافهون، ويخزى فيها القادرون).

ويحذّر –الشيخ- من أساليب الاكراه في الدِّين، لأنَّ ضررها أكثر من نفعها، فيقول: (إنَّ الإكراه لا يكون في العقائد، فإنه ينفِّر منها ويسئ بها الظنون، وطبائع الأشياء ترسم للعقائد طريقاً يبدأ حتماً من الحرية العقلية المطلقة).

ولا يرى –الشيخ- في اختلاف العقيدة مبرراً للتناحر والتخاصم، بلْ مدعاة للتعارف والتحاور والاستفادة مما عند الآخر..ولهذا أحلَّ الإسلام طعام أهل الكتاب، وأباح الزواج بالكتابيات والدِّين الذي يسمح باختلاف الدِّين في بيت صغير تتلاقى فيه الوجوه، وتتقارب الأبدان وتشتبك المشاعر لا يضيق البتة باختلاف الدِّين في وطنٍ كبير تتسع فيه المصالح، وتتعدد الحاجات والكفايات، ويسحب فيه التعاون على بلوغ الغايات.

حياة محمد الغزالي الروحية والفكرية

كان الغزالي كثير التأمل، طويل التفكّر، عاش حياته متألِّماً لحال المسلمين، وما فعلوه بأنفسهم، وبدينهم، حتى تراجعوا إلى مؤخرة الأمم، وذيل الحضارات..وفي تشخيصه للداء، يقول (إنَّ الإستعمار الثقافي حريص على إنشاء أجيال فارغة، لا تنطلق من مبدأ ولا تنتهي لغاية، يكفي أن تحركها الغرائز التي تحرك الحيوان، مع قليل أوْ كثير من المعارف التي لا تعلو بها همَّة ولا يتنضَّر بها جبين؛ وأغلب شعوب العالم الثالث من هذا الصنف الهابط.

لكن أشدَّ ما كان يؤلمه؛ تعطيل العقول، والاستسلام للأوهام والظنون، والتقاليد، والعادات، والموروثات، فكان يطالب بتحكيم العقل، وإعمال الفكر، حتى في قضية العقيدة والإيمان. 

فيقول: (من اعتنق الإسلام بالوراثة والتقليد؛ فقد دخله من باب العبيد. أمَّا من اعتنقه بالحجج والأدلة والبراهين؛ فقد دخله من باب الملوك)

ويذهب إلى أنَّ التفكير الصحيح، والعقل السليم، حتماً سيقود صاحبه إلى شاطئ الحق، ومرفأ الإيمان، فمن جملة ما قاله في هذا المعنى: (أنا لا أخشى على الإنسان الذي يفكّر وإنْ ضلّ، لأنّه سيعود إلى الحق، ولكني أخشي على الإنسان الذي لا يفكّر وإنْ اهتدى، لأنّه سيكون كالقشَّة في مهب الريح).

وكثيراً ما كان –الشيخ- يحث على احترام المخالفين في الرأي، ومنحهم فرصة للإفصاح عما بداخلهم، دونما أيّ مصادرة لأيّ رأي أوْ فكر مهما كان قائله.

فيقول: (ليس لمخلوقٍ أن يفرض رأيه على أمة، وأن يصدر في أحكامه واتجاهاته عن فكرته الخاصة غير آبه لمن وراءه من أولي الفهم، وذوي البصيرة والحزم. ومهما أوتي رجل من زيادة في مواهبه، وسعة في تجاربه، وسداد في نظره، فلا يجوز أن يتجهم للآراء المقابلة، ولا أن يلجأ لغير المناقشة الحرة، والإقناع المجرد في ترجيح حكم على حكم، وتغليب رأي على رأي).

أهم مؤلفات الفقيه محمد الغزالي

عقيدة المسلم - جدد حياتك - كيف نتعامل مع القرآن - الطريق من هنا - دستور الوحدة الثقافية بين المسلمين - السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث - التعصب والتسامح بين المسيحية والإسلام - نظرات في القرآن - كيف نفهم الاسلام.
المنشور اللاحق المنشور السابق
لا توجد تعليقات
أضف تعليقك
comment url