تحميل كتاب أسطورة نزول النبي عيسى أو شبيهه لسامر الاسلامبولي
كتاب أسطورة نزول النبي عيسى أو شبيهه
مفهوم المخلص فكرة موجودة في التراث الإنساني منذ القدم، ولكل مجتمع في زمن معين كائن أسطوري ذو قدرات مختلفة - بصرف النظر عن نوعيتها ودرجتها- يضفونها على شخصية معينة، ويعلقون آمال الخلاص بها من الظلم والخوف والفقر والذل والانحطاط، أو حصول النصر والنهضة والاستمرار والثبات والحياة..الخ.
كتاب أسطورة نزول النبي عيسى أو شبيهه لسامر الاسلامبولي |
ملخص كتاب أسطورة نزول النبي عيسى أو شبيهه
وتظهر هذه الصور الأسطورية وفق ثقافة المجتمع التراثية التي هي بمثابة الذاكرة والخيال الاجتماعي، ويقوم أناس من المجتمع بترسيخ هذه المفاهيم بقصد أو دونه بأجر أو غفلة منهم، ويستخدمون النص الديني غالبأ للتدليل على الفكرة لإعطائها بعدا مقدس وتصير مفهومة كامنة في نفوس الناس يسيطر على سلوكهم ويوجمهم کزر آلي، ولا يشترط لصاحب الشخصية الأسطورية المخلص أن يكون غائبا فيمكن أن يكون شخصية حاضرة يضفي عليها صفات وقدرات فوق مستوى البشر مثل أنه المهم أو يوحى إليه.
أو يرى ما لا نرى، ويتمتع بالحدس والحاسة السادسة و يستبصر المستقبل والأحداث، وهو الحكيم والعليم والخبير والقوي ..الخ، ويمكن أن تظهر هذه الصور الأسطورية برجل السياسة ويتحكم بالمجتمع مستخدمين قوته السلطوية من خلال الإعلام الديني ومؤسساته وبعض رجاله، ومؤسسات العلم والثقافة ومجموعة كبيرة من رجالهم، ونشر ذلك من طريق الفن أو التدريس المؤدلج وشراء الذم وتقريب قوى معينة مؤثرة من المجتمع له ومشاركتهم ببعض فتات الثروة في ترسيخ مفاهيم في المجتمع أنه المخلص وهو صام الأمان للبلاد وهو القائد الحمام والملهم للعباد.
ويصير ذلك عقيدة في نفوس أتباعه يموتون من أجله بغباء منقطع النظير. وهذه الصورة المنحطة والمتخلفة في الفئة الحاكمة الظالمة الغاشمة المستعبدة للناس والمستبدة بالسلطة والمستأثرة بالثروات ومن يواليها ويلتف حولها من العلقات والقرود والخنازير تصير دافعا نفسيا ثقافيا يولد فكرة المخلص الأسطوري في الفئة المستضعفة ويكون الداعم لها بالدرجة الأولى هو النص الديني، وتولد شخصية خيالية في ذهن الناس يتعلقون بها وينتظرون مجيئها لتخلصهم مما هم فيه ، وغالبا الذي يخلق هذه الصورة عند المستضعفين هو ذاته المخلص الظالم الذي يستحمر الناس فيزرع بينهم دعاة سوء وشر وفساد بلباس علم .
فيرسخون هذا المفهوم الأسطوري في ذاكرة الناس ويحشدون التراث و ما يحوي من خرافات ويستخدمون النص الديني ليدعم ويقول ما يريدون ترسيخه في ذهن الناس ونفوسهم أنه عقيدة دينية إلهية من خلال حشد عدد كبير من النصوص المقدسة ولوي عنقها لجعلها تدلل على ما يقولون وزرعها في نفوس المقلدين لهم ودفعهم لنشرها بين الناس وإغراقهم بها حيث لا يستطيعون ردها لكثرتها وقداسة النص الديني والتماهي معه.
وهؤلاء يقومون بدورهم الشيطاني بصنع دعاة آخرين من الناس طوعا ويضمونهم إلى المؤسسة التي هي الطابور الخلفي للحاكم الظالم من حيث لا يشعرون ويجعلونهم يقتنعون بالفكرة ويحملونها دعوة وتعلية بين الناس وهم يظنون أنهم يحسنون صنعة، ولكن الشيطان الأكبر يضحك عليهم ويقطف ثمار دعوتهم وعملهم دون أن يشعروا ويوظف الأمر لترسيخ ظلمه ومؤسسته الفرعونية بجيشه من رجال العلم والإعلام والثقافة المأجورين العلاقات والقرود والخنازير حسب درجات مسخهم النفسي ودناءتهم.
والناس البسطاء والمظلومين عادة مايميلون مع كل اتجاه ضد الظالم والطاغية دون أن ينظروا إلى الجهة التي ينضمون لها أو يدعمونها أو يحملون فکرها، وهذا ما يعرفه الظالم تماما فيقوم بخلق مؤسسات وجهات يزرعها في الطرف الثاني تمثل فكرة الخلاص والمعارضة فيمتص كل قوى المعارضة والتغيير ويتحكم بحركتها المستقبلية ويفرغها من فاعليتها ويجعل حركتها دائرية مغلقة ويوجهها ثقافيا نحو فكرة المخلص الأسطوري الغيبي الذي لن يأتي أبدأ مستغلا ثقافة كل ملة أو حزب أو تكتل دينية أو اجتماعية أو سياسية تحت مسميات تناسب الخيال الاجتماعي والثقافة الشعبية.
ولذلك تجد عند كل ملة مخلص أسطوري له قصة خاصة بهم ينتظرون ولادته أو خروجه أو ظهوره أو نزوله من السياء الح تحت مسمى المهدي أو المخلص يسوع، أو المسيح عيسى بن مريم، أو شبيه المسيح أو الدابة التي تكلم الناس.فالأمر على درجة كبيرة من الخطورة إنه استغلال وسيطرة على عقول الناس واستخفاف بهم واستحمارهم
واستعبادهم ، وكل ذلك نتيجة اغتيال التفكير الحر وقمع الحريات وبعث الأفكار الميتة ونشرها بين الناس وجعلهم يحملونها ويصيرون شعبأ ميتا لأنه يحمل فكرة ميتا ويصير معدة لها رأس وفم وأرجل.
من أجل الحرية والنهضة، وبعث روح الحياة الواعية في الناس، وإرجاع الثقة بأنفسهم واعمال التعقل والتفكير، وزرع الأمل بينهم وتحمل المسؤولية والأخذ بزمام المبادرة لتغيير ما بأنفسهم هم وبيدهم لا بيد غيرهم، وبعقولهم لا بعقل غيرهم، وليعلموا أن ما أصابهم هو بما كسبت أيديهم ولن يرفع المصاب ويتغير الحال إلا بيدهم هم ولن يوجد مخلص أسطوري مهما كان صفته.
ولن يكون أحد فداء لأحد، وإن اتسخت الثياب لا تطهر بغسل غيرها بل لابد من غسلها ذاتها، والذي يريد أن يعمل لابد أن يخطئ ويتعلم من خطئه ويدفع ثمن ذلك، والعاقل من يتعظ بغيره ويخفف من أخطائه، ومن لم يحضر ولادة عنزته تلد له جروة، ويقنعونه به حسب ثقافته التي يحملها ويسرقونه ويضحكون عليه، وتستمر لعبة الاستحمار والاستخفاف بالناس.
دراسة مفهوم نزول المسيح عيسى بن مريم
أقدمت على دراسة مفهوم نزول المسيح عيسى بن مريم في آخر الزمن الذي ما كان يأتي، وبينت أنه مفهوم خرافي دس في ظلال القرآن واستخدموا نصوصه المقدسة لتمرير المفهوم واسكات الناس وانتشر من خلال كتب التفسير ودعموه بروايات تاريخية، وغيرهم قام مستغلا مفهوم نزول المسيح عيسى بن مريم وجيره لمفهوم آخر وأنكر نزول المسيح عيسى بن مريم واستمات في إثبات وفاته.
ومن ثم استخدم النصوص ذاتها وسحب المفهوم الأسطوري إلى ظهور شبيه عيسى بن مريم وأضفى عليه النبوة وصفة المهدي والمسيح تحت اسم ظل للنبي محمد وخادم له، ونقض مفهوم الحامية وحصرها بمعنى أفضل النبيين، فتناولت مفهوم الخاتمية ودرسته أيضا لصلته بمحل الدراسة.
وتناولت مفهوم الثالوث والفداء من خلال حوار متخيل بين اثنين لقوة تأثير هذا الأسلوب على القارئ وجعله يعيش جو الحوار ويشارك به بنفسه ليصير عند القارئ نماذج ليقرأها بهدوء ويحكم هو على صواب الدراسة أو خطئها ويحصل على مناعة فكرية ويقوي ويتدرب على البحث بنفسه ويتعلم الصيد ولا يبقى عاجزأ كلا ينتظر الآخرين ليفكروا عنه.
اقرأ أيها الإنسان فأنت سميع بصير تملك قلبا وظائفه التعقل والتفكير.