محاضرة الإسلام والديمقراطية والأحزاب لسامر الاسلامبولي
|
محاضرة الإسلام والديمقراطية والأحزاب لسامر الاسلامبولي |
ان مفهوم الديمقراطية والحديث عنها هو شيء يطول شرحه فنحن غير مطلوب منا أخذ شهادة حسن سلوك من أمريكا أو أوربة حتى نعيش في أوطاننا سالمين آمنين، وملون علينا مفاهيمهم وثقافتهم ! إن الديمقراطية ولدت مشوهة ابتداء كما تعلمون، فقد كانت أداة بيد المستكبرين والمستبدين لإحكام قبضتهم على الشعوب واستعبادها، ولذلك قال المفكرون الديمقراطيون : لم تطبق الديمقراطية في التاريخ الإنساني أبدأ، ولا ينتظر تطبيقها في المنظور القريب.
ملخص محاضرة الإسلام والديمقراطية والأحزاب
وقد طوى التاريخ هذا المسخ قرونة من الزمن، إلى أن تم فصل الكنيسة عن سلطة الحكم التجاوزها حدودها وطغيانها ووقوفها في وجه العلم والتطور، فانفجرت الجماهير نتيجة الظلم والفساد بصورة عشوائية، وقضوا على سلطة الكنيسة ومن يمثلها وأرغموها على الانكماش والانسحاب إلى داخل جدران الكنيسة، وإغلاق الباب عليها، وبدؤوا بالبحث عن البديل لأن المجتمعات لا تنهض دون فكر كلي يقود ويوجه غضتها.
فكانت الديمقراطية المسخ القدم هي الوحيدة المرشحة لأن تأخذ دور قيادة الفكر الكلي وتقود الجماهير، فكان ولادتها من جديد ولادة الضرورة، وغياب الفكر الحق، مما أدى إلى أن يأخذها المفكرون والفلاسفة حينئذ.
بتزيينها بالاتفاق مع أصحاب النفوذ والمال، وقدموها للشعوب بأنها مركب النجاة والخلاص ، فاستجاب الجماهير لها بغفلة وسذاجة وصدقوها، وقام أصحاب القوى والمال باستخدامها في توطيد وترسيخ استبدادهم لاستعباد الشعوب.
وهكذا صارت الديمقراطية أداة متطورة بيد المستبدين قادرين على إدارة اللعبة بصورة معقدة فوق مستوى وعي وإدراك الجماهير، لأن الاستبداد و الاستعباد انتقل من أفراد إلى مؤسسات و أحزاب .!
أيها الأخوة ! إن الديمقراطية على أرض الواقع، هي تداول السلطة بين الأقوياء من خلال الصراع لاستعباد الشعوب مهما تغير تعريفها بين المجتمعات، ومهما ادعی المستبدون أن الديمقراطية هي نظام إنساني، ولكل مجتمع خصوصيته . فهم غير صادقين فيما يقولون ! والواقع شاهد على ما أقول ! فالديمقراطية أكبر وأخطر أداة استبدادية.