تحميل كتاب الحج : الفريضة الخامسة لعلي شريعتي
كتاب الحج : الفريضة الخامسة
إن المسلمين في كل بقاع الأرض يُدعَون في كل عام للمشاركة في إقامة مناسك الحج. والتساؤل الذي يُطرح ابتداءً… ما هو الحج ؟ إن أداء شعائر الحج هو : “عرض لعقيدة الإسلام و عرض لقصة الخلق و دعوة لاجتماع الأمة“.
هذا الكتاب لا يتحدث عن أبواب الفقه، ولكنه أطروحة تدعو إلى التفكير، ومحاولة تفسير المناسك. في كل عام تستطيع أقلية من الناس القيام بهذه الشعيرة، وعندما تعود تنقل مشاعرها إلى الأغلبية التي لم تجد الفرصة للقيام بهذه الفريضة.
ولو اضطلعت قيادة مسؤولة بمهمة توجيه وتعليم هذه الجموع من الحجاج الذين يأتون من كل فج عميق، من البلاد المتخلفة ومن مستويات تعليمية شبه أميّة أو شبه متعلمة.
لو أعطي هذا العمل الاهتمام الذي يُصرف للمأكل والصحة والهدايا التذكارية ومظاهر الرفاهية الاستقراطية القبيحة… ولو أنها اهتمت قليلاً بتأمل معنى شعائر الحج بدلاً من الانصراف إلى التفاصيل إلى درجة الإغراق فيها، وغياب الوعي.
ولإدراك الجميع ما هي مقاصد الحج، وخاصة بالنسبة لوحدة المسلمين وتقرير مصيرهم، لعاد هؤلاء الحجاج إلى بلادهم بمعارف ومعلومات ترشدهم وتضيء لهم الطريق للتقدم والرقي.
وأعتقد أن على كل من يريد أن يقوم بأداء هذه الفريضة أن يقرأ هذا الكتاب.
منهج علي شريعتي
والدكتور علي شريعتي هو عالم متخصص في علم الاجتماع وفي التاريخ، وقد أوجد منهجاً جديداً لمعرفة الدين، ويقول: إذا قارنّا اليوم ما يدعو له الدين وما يُطبِّق في الواقع، لوجدنا أن التناقض والتضاد بين الممارسة الفعلية، وبين الأهداف التي أرادها الله.
ويقول: للأسف فإن دعائم الإسلام الأساسية قد هُدمت وطُمست، وهذه الدعائم هي : “الوحدانية” التي صارت مجرد كلمة تقال، لا معنى لها، ولأبعادها الحقيقية.
- “الجهاد” الذي هو أولاً : جهاد النفس لتمتلأ بالحب والإيثار
- ثانياً: جهاد أعداء الأمة، قد حُرِّف معناه، وصار هو التقاتل والعداء بين المسلمين أنفسهم من أجل مصالح شخصية.
- وأما “الحج” فقد أصبح مجرد طقوس لا معنى لها ولا منطق.