تحميل كتاب سنة الأولين لابن قرناس

كتاب سنة الأولين  لابن قرناس

العنوان يظهر بوضوح ما يدور حوله الكتاب، فسنة الأولين في القرآن سنة ثابتة لها تفريعات متعددة، متى ما فهمها الناس اتضح لهم مواقف الناس من الدين والإصلاح الاجتماعي بكل أشكاله، ولماذا يعادي الناس الدعوة ويشككون في الدين الحق؟ ولماذا يبتعد الناس عن جوهر الدين ويتمسكون بتشريعات دخيلة بديلة؟ ولماذا يهاجمون من يحاول تذكيرهم بالحق أو نقد الموروث؟

كتاب  سنة الأولين / أول كتاب طبع لابن قرناس
كتاب سنة الأولين

ملخص كتاب سنة الأولين

وهذه الحقيقة القرآنية لم يقل بها أحد قبل ابن قرناس، وهي تمثل رسالة الكتاب. وهي رسالة مفيدة جداً للقارئ الذي بدأ للتو الشك في الموروث وبدأ يلاحظ بعض التعارض بين المذهب وبين القرآن. لأن قراءة هذا الكتاب ستجعل القارئ يدرك مواقف الناس المتشددة ضد كل من ينقد الموروث بغض النظر ان كان كلامه صحيحاً أو خاطئاً، وحربهم له ومحاولة إسكات صوته بأي ثمن.

محتوى كتاب سنة الأولين 

يحتوي على اثني عشر باباً وخاتمة وملاحق.

وما جاء في البابين الأول والثاني يُعرّفُ بسنة الأولين الأزلية الثابتة التي لم تتغير منذ وجد البشر.

فالباب الأول يؤكد أن كل الأديان التي عرفها الناس منذ وجدوا قد انحدرت من دين واحد، حتى ما تعارفنا على نعتها بالأديان الوثنية، ليس فقط في التشريعات، بل وفي النصوص المنزلة بواسطة الوحي. لأن هناك نسخة أصلية واحدة لهذه النصوص محفوظة بآلية لا نعرفها، سماها القرآن، اللوح المحفوظ، وأم الكتاب، والكتاب المكنون، وكلما أرسل رسول من الرسل نزلت عليه نسخة من تلك النسخة الأصلية.

ولكن بما أن الناس يتحولون عن الدين بعد الرسول لتشريعات دخيلة فإن الأجيال المتتابعة تبتعد عن الدين شيئاً فشيئاً حتى تتحول للوثنية وإن بقيت بعض التعاليم الدينية.

والباب الثاني يبين مواقف الناس في كل زمان ومكان من الدعوة الدينية، والتي دائماً تمر بأربع مراحل هي:
  • استقبال الدعوة
حيث يسخر الناس من الدعوة ولا يأخذونها على محمل الجد. ومثلها سخرية الناس ممن يبدأ بالمناداة بالعودة للدين الحق وترك الموروث.
  • استمرار الدعوة
فيؤمن قلة قليلة من الناس بالدعوة وغالبيتهم من المستضعفين والمهمشين اجتماعياً، وهؤلاء غالباً ما يخلصون النية ويصبحوا من المؤمنين الأتقياء، وهذا لا ينفي أن يكون من بينهم قلة منافقين أعلنوا إيمانهم لتحقيق غرض دنيوي.

وكذلك يؤمن قلة من الفئات الأخرى في المجتمع، قليل منهم مخلصون وكثير منهم أعلنوا الإيمان بحثاً عن فرص أفضل مع الدين الجديد من تلك الفرص التي حصلوا عليها في مجتمعهم. وهؤلاء في الغالب يتحولون إلى منافقين.

بقية المجتمع والمكون غالباً من الكبراء وأصحاب المصالح الدنيوية لا يؤمنون أبداً مهما دعوا. وهؤلاء سيعادون الرسول ومن آمن معه ولن يقبلوا التعايش السلمي معهم، بل سيسعون للقضاء على الدعوة واسكات الرسول.ومثلهم من يستمع للدعوة للعودة للدين الحق وترك المذاهب، فقلة من الناس ستقبل العودة والغالبية لن تقبل وستتمسك بالموروث.

وهناك من سيعلن عودته للحق ونبذ الموروث ولكنه يقوم بابتداع أفكار لا علاقة لها بالقرآن ويدعو لها للشهرة.
  • النصر للرسول ومن آمن معه
والنصر هنا يعني تفوق الرسول ومن آمن معه على الرافضين للدعوة بطرق شتى. من بينها هلاك الكفار بكارثة طبيعية ونجاة الرسول ومن آمن كما حدث في أمم سابقة مثل قوم نوح وعاد وثمود وغيرهم أو بانتصار المسلمين حربياً واستسلام الرافضين للدعوة كما حدث مع قريش.والدعوة للعودة للحق أيضاً سينتصر أصحابها في النهاية مهما واجهوا من معاناة.
  • تحول الناس عن الدين بعد الرسول
وذلك بتداخل عوامل كثيرة تتسبب في ابتعاد الأجيال اللاحقة من المؤمنين عن دين الله ويقود هذه الحملة المتسلطين وبقية الكبراء وذلك بخلق رجال دين يعملون على تحويل الناس عن الدين تحت مسميات دينية بحجة شرح دين الله، والغاية منها خدمة السلاطين والمتنفذين، واستعادة العادات والأعراف التي تعيد لهم تميزهم وتسلطهم وبقيتهم وكبريائهم.

وهذه المراحل الأربع مرت على كل دعوة من دعوات الرسل السابقين دون استثناء، وحتى ولو آمن كل المجتمع بالرسول كما حدث لقوم يونس، فالأجيال التالية ستبتعد عن الدين حتماً. ومن يعي هذا يدرك أن ابتعاد المسلمين عن جوهر الدين والتفرق على شكل مذاهب وفرق كان حتمياً، حتى ولو لم تحدث الأحداث التي وقعت بعد عصر الرسول، لأن الابتعاد عن الدين كان سيقع بأي حال من الأحوال.

في الظروف والأحوال ليست هي التي سببت ابتعاد الناس عن الدين، ولكنها فقط شكلت مظاهر الابتعاد، ولو حدثت أحداث مختلفة لابتعد الناس عن الدين ولكن بمظاهر مختلفة.ومع كتابة القرآن وبقاؤه كما نزل فلن يكون هناك حاجة لرسول آخر بعد محمد عليه الصلاة والسلام، لأن أي رسول لن يأتي بغير ما في القرآن.

وكلما ابتعد الناس عن الدين فعليهم العودة للقرآن. وفي هذا العصر علينا كتابة تشريعات القرآن وتطبيقها كقوانين لضمان عدم تسرب البدع لجوهر الدين.

وسنة الأولين الثابتة تبين لنا تبريرات الناس رفض الحق، ومن أهم تلك التبريرات:

التمسك بالموروث

اختيار الرسول من عامة الناس

وموقف الناس هذا من الرسل مماثل لموقفهم من أي مصلح أو مناد بالتصحيح، والذي عادة ما يواجه بأنه نكرة، أو أنه لا يمكن أن يغير العالم. أو أن ما يدعوا إليه باطل لأن كل مفكري وعلماء البلد لم يفطنوا له ولم ينادوا به.

صعوبة التصديق بالغيب الطبقية والامتيازات الاجتماعية

وبقية الكتاب عبارة عن توضيح لهذه الحقيقة.
وقد ألحق بالكتاب ملاحق قسمت إلى قسمين :
  • القسم الأول لإعطاء أمثلة على التشريعات الفقهية وكيف أنها تخالف ما ورد في القرآن. والقسم الثاني يعطي أمثلة على ما أدخله التفسير على دين الله من خرافات وأساطير
  • هذا باختصار ما حوته صفحات كتاب سنة الأولين التي تحلل مواقف الناس من الدين ولماذا لم يؤمن هؤلاء وآمن أولئك ؟ ولماذا وجد النفاق ؟ ولماذا أغلب الناس لا يؤمن برغم أن ما يدعوا له الرسول منطقي ورفضه بتبريرات بعيدة عن العقل والمنطق.
  • ولماذا تحول الناس عن الدين بعد الرسول ؟ ولماذا ظهر رجال للدين ؟
  • ولماذا تمسك الناس بالموروث ولا يقبلون نقده أو تخطئته ؟ ولماذا يقدس الناس رجال الدين ؟
المنشور اللاحق المنشور السابق
لا توجد تعليقات
أضف تعليقك
comment url